الأربعاء

1446-12-22

|

2025-6-18

في سيرة صلاح الدين الأيوبي:
مضامين تربوية في توجيهات صلاح الدين:
الحلقة: الأربعون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
شوال 1441 ه/ يونيو 2020


من هذه المضامين التي نلمسها في توجيهات صلاح الدين في رسائله كقائد سياسيٍّ ، وزعيم إسلاميٍّ الآتي:
1 ـ التدُّين بطاعة ولي الأمر:
يقول في صدد الحديث عن طاعته للخليفة العباسي: ونحن لا نتدَّين إلا بطاعة الإمام ، ولا نرى ذلك إلا من أركان الإسلام. ويقول: وقد عرف ما فضلنا الله تعالى به عليهما في نصر الدولة ، وقطع من كان ينازع رداءها .
2 ـ تصفية الرموز البدعية من منابر الدعوة:
ويقول حول تطهير المنابر من دعاة الشيعة: وتطهير المنابر من رجس الأدعياء ، ولم نفعل ما فعلنا لأجل الدنيا ، فلا معنى للاعتداد بما الجزاء عنه بالحسنى ، فتوقع في العقبى ، غير أنَّ التحدُّث بنعم الله واجب.
3 ـ النهي عن التعصُّب للمذاهب:
حيث قال في رسالة إلى أخيه العادل الذي كان نائباً عنه في مصر ، وقد حصل بعض الشغب من بعض الأفراد: انتهى إلينا بالديار المصرية ، والحضرة العليَّة: أنَّ جماعةً من الفقهاء ، قد اعتضدوا بجماعة من أرباب السيوف ، وبسطوا ألسنتهم بالمنكر من القول غير المعروف ، وأنشؤوا من العصبية ما أطاعوا فيه القوى البغيضة ، وأحيوا بها ما أماته الله من أصل حمية الجاهلية ، والله سبحانه يقول: وكفى بقوله حجَّةً على من كان سميعاً مطيعاً: {وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ} [آل عمران: 103] . ولم يزل التعصب للمذاهب يملأ القلوب بالشَّحناء ، ويشحنها ، وقد نهى الله عن المجادلة لأهل الخلاف ، فكيف بأهل الوفاق إلا أن يقال أحسنها ، وما علمنا أنَّ في ذلك نية تنجد ، ولا مصلحة توجد ، وليس يسع الخَلَف ما وسع السَّلف من الأدب ، وليعلم العبد أن يكتب كتاباً إلى ربِّه ، فليكفر فيما كتب ، وإلى مَنْ كتب.
4 ـ الحث على فضيلة العدل والإحسان للرَّعية:
وكان يحرص على توجيه ولاته بقوله: فليعدل في الرعية الذين هم عنده ودائع ، ليجاوز بهم درجة العدل إلى إحسان الضَّائع ، فإذا أسند هذا الأمر إلى ولاته؛ فليكونوا تقاةً ، لا يجد الهوى عليهم سبيلاً ، ولا يجد الشيطان عندهم مقيلاً ، وإذا حملوا ثقلاً؛ لا يجدون حمله ثقيلاً؛ حيث يقول: وقد فشا في هذا الزمن أخذ الرشوة ، وهي محق أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم  بنبذه ، ونهى عن أخذه ، وعن الرغبة في تداوله ، وهو كأخذ الربا الذي قرنت اللَّعنة بمؤكِّله واكله.
5 ـ الاهتمام بأمر القضاء:
حيث يقول: وأما القضاة الذين هم للشريعة أوتاد ، ولإمضاء أحكامها أجناد ، ولحفظ علومها كنوز لا يتطرق إليها النفاذ ، فينبغي أن يعوَّل فيهم على الواحد دون الاثنين ، وأن يستعان بهم في الفصل بذي الأيدي ، وفي اليقظة بذي اليدين ، وأمرالحكام لا يتوَّلاه من سأله ، وإنما يتولاه من غفل عنه ، وأغفله. ولقد حرص صلاح الدين على العودة إلى الأصول المتمثلة بالكتاب والسنة ، وحافظ على هذه الأصول من خلال الجهود ، وذلك بتصفية البدع ، والمخالفات الشرعية ، وقام بصيانة المناهج ، وعمل على وحدتها ، ونشر مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية ، وربط الأمة بواقعها من خلال عقيدتها الصحيحة ، فانطلقت لتحقيق الانتصارات العظيمة ، والرائعة: من تحرير البيت المقدس ، وغيرها من الفتوحات.

يمكنكم تحميل كتاب صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022