السبت

1446-11-05

|

2025-5-3

الوسطية في القرآن الكريم

(نظرة في نصوص اليوم الآخر عند أهل الكتاب)

الحلقة: السابعة والثلاثون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ربيع الأول 1442 ه/ نوفمبر 2020

لاشكَّ: أن الكتب السماوية التي أنزلها الحق تبارك وتعالى كانت تزخر نصوصها بذكر اليوم الاخر، والتخويف منه، والتبشير بما أعدَّه الله للمؤمنين به في جنات النعيم، والتحذير من النار وأهوال القيامة، إلا أن هذه الكتب طرأ عليها تحريف كثير، وذهب كثير من نصوصها التي تتعرض لليوم الآخر.

ففي التوراة التي تنسب إلى موسى لا نجد إلا نصَّاً واحداً يصرح بيوم القيامة، وهو في التوراة السامرية صريح للغاية، ولكنه في التوراة العبرية يحتمل معنيين.

ففي التوراة السامرية (أليس هو مجموعاً عندي مختوماً في خزائني إلى يوم الانتقام والمكافأة وقت تزلُّ أقدامهم).

وفي التوراة العبرانية هكذا: (أليس ذلك مكنوزاً عندي مختوماً عليه في خزائني، لي النقمة والجزاء في وقت تزلُّ أقدامهم).

فنصُّ السامرية يدل على أن الفصل إنما يكون في يوم القيامة الذي سماه يوم الانتقام والمكافأة، أما نصُّ العبرانية؛ فإنه يجيز أن يكون الانتقام في الدنيا، ويجيز أن يكون في الاخرة، ولذلك فإن الصادقيين من اليهود الذين لا يؤمنون إلا بتوراة موسى العبرية لا يؤمنون بالبعث والنشور لعدم وجود دلالة تدل على البعث والنشور. أما أسفار الأنبياء الأخرى في التوراة ففيها بعض النصوص التي تصرح بالبعث والنشور، وكذلك الأناجيل.

1 ـ ففي سفر دانيال: (كثيرون من الراقدين تحت التراب يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية، وهؤلاء إلى العار، والازدراء الأبدي).

2 ـ وفي سفر المزامير يذكر الحشر إلى النار، فيقول: (مثل الغنم إلى النار يساقون، الموت يرعاهم، ويسودهم المستقيمون غداة، وصورتهم تبلى، والهاوية مسكن لهم).

3 ـ وفي إنجيل لوقا إشارة إلى عذاب القبر، فقد جاء فيه: (ومات الغني ودفن، فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب).

فالمقبور من أهل الفجور يكون في العذاب، ويرى مقعده من النار، والهاوية هي النار.

4 ـ وفي إنجيل متى: (فإن أعثرتك يدك، أو رجلك فاقطعها، وألقها عنك خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان).

5 ـ ومن أكثر الكتب التي تحدثت عن الجنة والنار إنجيل برنابا، فقد تحدث عن أهل الجنة، وأنهم يأكلون، ويشربون، ولكنهم لا يتبوَّلون، ولا يتغوطون ؛ لأن طعامهم وشرابهم ليس فيه خبث، ولا فساد، ولكن النصارى يكذبون بهذا الإنجيل الذي ظهر أخيراً في عصرنا هذا. النصارى يعتقدون: أن الذي ينعم، أو يعذب في القيامة هو الروح فحسب، وقال بقولهم بعض الذين ينتسبون إلى الإسلام من الفلاسفة، والفرق الباطنية الضالَّة.

يمكنكم تحميل كتاب :الوسطية في القرآن الكريم

من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي

http://alsallabi.com/uploads/file/doc/29.pdf

كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:

http://alsallabi.com


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022