مقدمات في تاريخ الدولة الزنكية ... مقتل آق سنقر
الحلقة: 06
بقلم: د.علي محمد الصلابي
ذو الحجة 1443 ه/ يوليو 2022م
كان أول ما فكر فيهِ تُتش عند عودتهِ إلى دمشق هو الانتقام من آق سنقر وبوزان بعد أن تخليا عنه في وقت الشدَّة (1)، فأخذ يستعد لقتالهما ، وتحالف مع ياغي سيان صاحب أنطاكية بعد أن زوَّج ابنه رضوان من ابنتهِ(2) كما جنَّد قوات إضافية من بني كلاب ، والتقى الجيشان يوم السبت في التاسع من شهر جمادى الأول/شهر ايار) عند تل السلطان ،(3) القريب من حلب ، ويبدو: أنَّ آق سنقر لم يثق بمن كان معهُ من العرب ، فنقلهم من الميمنة إلى الميسرة ثم إلى القلب والراجح أن هذا التبديل في المواقع العسكرية أثر على قدراته القتالية ، فدارت الدائرةُ عليهِ ، ووقعَ أسيراً في يد تُتُش ،(4) فسألهُ تُتُش: «لو ظفرت بي ما كنتَ صنعتَ بي؟ قال: كنتُ أرى قتلكَ! قال: فأنا أحكمُ عليكَ بما كنتَ تحكم علي!» فقتلهُ صبراً ، وتسلمَ قلعة حلب الإثنين 11 جمادى الأولى،(5) ودفن آق سنقر خارج حلب ثم لما ملك عماد الدين نقل بقايا أبيهِ فدفنها بجانب المدرسة الرجاحية في حلب.(6)
مراجع الحلقة السادسة:
(1)الحركة الصليبية ، عاشور (1/112) تاريخ الزنكيين ص 56.
(2)زبدة حلب (1/331).
(3) تل السلطان: موضع بينه وبين حلب مرحلة نحو دمشق.
(4) الكامل في التاريخ (8/368).
(5) الحروب الصليبية والأسرة الزنكية ص 55.
(6) المصدر نفسه ص 55.
يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي