الجمعة

1446-11-04

|

2025-5-2

(تاريخ الدولة الزنكية ... موقف آق سنقر من تتش)

الحلقة: 04

بقلم: د.علي محمد الصلابي

ذو الحجة 1443 ه/ يوليو 2022م

في عام 484 هـ نزل تتش بجيوشه على طرابلس ، وكان بها قاضيها وهو صاحبها واسمه جلال الملك بن عمار ، ونصبوا المجانيق ، فاحتج عليهم ابن عمار ، وأظهر لهم منشور السلطان ملكشاه بإقراره على طرابلس ، فلم يقبل تتش ذلكَ ، وتوقف آق سنقر عن قتاله ، فقال لهُ تتش: أنت تتبع لي؛ فكيف تخالفني؟! فقال: أنا تبع لك إلا في عصيان السلطان ، فغضب تاج الدولة تتش ورجع إلى دمشق واق سنقر إلى حلب.(1)

وأدركَ آق سنقر: أنَّ سياسته العدائية تجاه تُتُش تفرض عليه منعه من ضم أي مدينة إلى أملاكهِ ، لذلكَ جهد أثناء عودتهِ إلى حلب في ضمِّ المواقع التابعة لخلف بن ملاعب ، ومنها أفامية التي سلَّمها إلى منقذ صاحب شيزر،(2) وقد هدف من ذلكَ إلى أمورٍ منها:

أ ـ إقامة منطقة حاجزة بين أملاكهِ في شمال الشام ، وأملاك تتش في الجنوب واعتقد: أنَّ إمارة بني منقذ في شيرز بإمكانها أن تقوم بهذا الدور.

ب ـ حرمانُ تُتُش من ضمِّ إمارة بني منقذ ، وبالتالي إبعاده عن منطقة حلب.

ت ـ إيجاد حليف قوي يعتمد عليهِ في صراعه مع تُتُش.

ث ـ إبعاد بني منقذ عن التحالف مع تُتُش.(3)

والواقع: أنَّ ملكشاه وقف على هذا الصراع على النفوذ في بلاد الشام ، فعمد إلى وضع حدٍّ لهُ ، فاستدعى في شهر رمضان عام 484 هـ شهر تشرين الأول عام 1091 م، جميع ولاتهِ في بلاد الشام ، والجزيرة بالإضافة إلى أخيه تُتش، ليبحث معهم مشاكل وقضايا مناطقهم ،(4) واستغل تُتُش وجودهُ عندَ أخيهِ ، وعرض خلافه مع آق سُنقر ، واتهمهُ بعدم الإخلاص للقضية السلجوقية ، وقام آق سنقر يدافع عن نفسه متهماً تُتُش بالكذب ، واستطاع إقناع السلطان بوجهة نظره ، فرفض اتهامَ أخيهِ له كما رفض مساعيه للتخلص منه.(5)

مراجع الحلقة الرابعة:

(1) محمد سهيل طقوش، تاريخ الزنكيين ص 53.

(2) المصدر نفسه ص 53.

(3) تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 53.

(4) المصدر نفسه ص 53.

(5) تبريز: أشهر مدن أذربيجان وهي مدينة عامرة ذات أسوار محكمة.

يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

alsallabi.com/uploads/file/doc/106969.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022