الإثنين

1446-11-07

|

2025-5-5

(صراع البيت السلجوقي على السلطنة بعد وفاة السلطان محمود)

كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الحلقة: 36

بقلم: د.علي محمد الصلابي

صفر 1444 ه/ سبتمبر 2022م

اطمأنَّ زنكي إلى ولايته طيلة الأعوام الأخيرة من حكم السلطان محمود، وعندما توفي هذا في منتصف عام 525هـ أرسل زنكي إلى الخليفة المسترشد يطلب منه أن يقيم الخطبة ببغداد للملك السلجوقي ألب أرسلان ـ وهو أحد الملكين اللذين أنيطت بزنكي مهمة الإشراف على تربيتهما، إلاَّ أن الخليفة اعتذر عن ذلك محتجاً(1):

1 ـ بصغر سن ألب أرسلان وبعدم صلاحيته للحكم.

2 ـ بأنَّ السلطان كان قد عهد بالسلطنة من بعده وهو بأصفهان إلى ابنه داود.

3 ـ بأنَّ حكام الولايات قد بدؤوا فعلاً بإقامة الخطبة له، وأضاف بأنه لن يقدم على اتخاذ أيِّ إجراء بهذا الصدد قبل أن تصله رسالة من السلطان سنجر زعيم السلاجقة الكبار في خراسان(2).

وهكذا فوَّت الخليفة فرصة ذهبية على عماد الدين زنكي للاستفادة من وفاة السلطان محمود، الذي لو نجح في اغتنامها؛ لأتاحت له مجالات جديدة في العمل السياسي، ودفعته إلى الخروج عن الولاء للسلاجقة بتنصيب أحد أمرائهم المقيم تحت إشرافه في الموصل سلطاناً على سلاجقة العراق، فيصبح بذلك المتحكم الفعلي في شؤون العراق باسم السلطان الجديد(3).

وفي العام التالي استطاع السلطان مسعود بن محمد ـ حاكم أذربيجان ـ استمالة زنكي لمساعدته في المطالبة بعرش سلاجقة العراق لقاء منحه مدينة أربل الحصينة شرقي الموصل، وتم الاتفاق بينهم على أن يتجها إلى بغداد لمطالبة الخليفة المسترشد بالخطبة لمسعود، والاعتراف به سلطاناً على العراق(4)، إلاَّ أنَّ سلجوق شاه بن محمد ـ أخا مسعود الذي كان يطمح هو الاخر بعرش السلاجقة في العراق سبق أخاه إلى بغداد، وطالب الخليفة بالخطبة له فامتنع الأخير عن تنفيذ طلبه، ولما سمع سلجوق شاه باقتراب زنكي على رأس قواته الموالية لمسعود؛ أمر قائده (قراجا الساقي) بالإسراع في التوجه شمالاً لإيقاف تقدمه، فوصل إلى مشارف سامراء بأقـل من يومين، ودارت المعركـة بين الطرفين عند قصـر المعشوق على الجهة المقابلة لسامراء، وانتهت بهزيمة زنكي، وأسر عدد كبير من قواته ،فلجأ بمن معه من فلول إلى تكريت(5) حيث أسرع واليها نجم الدين أيوب بإقامة المعابر لهم، وإكرام ضيافتهـم لحين عودتهـم إلى الموصـل(6)، وهنـاك استطاع زنكي أن يعيد تنظيم قواته، بعد أن أنفق عليها أموالاً كثيرة، وجهزه بالمؤن والمعدات.(7)

مراجع الحلقة السادسة والثلاثون:

(1) عماد الدين زنكي ص 51.

(2) تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 91.

(3) عماد الدين زنكي ص 52.

(4) مفرج الكروب (1/97) عماد الدين زنكي ص 52.

(5) المنتظم (10/25) الباهر ص 43.

(6) الباهر ص 119 ـ 120 عماد الدين زنكي ص 52.

(7) الباهر ص 43 عماد الدين زنكي ص 52.

يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

alsallabi.com/uploads/file/doc/106969.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022