الأحد

1446-12-19

|

2025-6-15

إضاءات حول الدعم المغربي لكفاح الشعب الجزائري

من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج3)

الحلقة: 321

بقلم: د.علي محمد الصلابي

29 محرم 1444ه/ 27 أغسطس 2022م

أثر اندلاع الثورة الجزائرية في عمق المجتمع المغربي، الذي راح حكومة وشعباً يتضامن معها ومع الشعب الجزائري، وقد تجلى ذلك في مطالبة ممثل المغرب الأقصى لدى هيئة الأمم المتحدة عام 1955م السيد أحمد بلا فريج بوضع حد وبسرعة للمجازر المرتكبة في حق الشعب الجزائري، والكف فوراً عن إراقة دماء هذا الشعب الذي حرمته فرنسا من أبسط حقوقه، كما أكد موقف المغرب الأقصى حكومة وشعباً الرافض للطرح الاستعماري القائل إن الجزائر جزء لا يتجزأ من التراب الفرنسي، معتبراً ذلك ضرباً من الخيال لا يسعها إلا أن تنهار أمام حقيقة القضية الجزائرية وثورة الشعب الجزائري(1)

إن ضغط الثورة المستمر على السلطة الاستعمارية الفرنسية ما بين 1954م و1956م، وضغط الحركة الوطنية المغربية وضربات المقاومة المغربية الباسلة؛ دفع إدارة الاحتلال الفرنسي أن تسارع إلى الاعتراف باستقلال المغرب الأقصى الشقيق، لكي تتفرغ كلية للثورة في الجزائر وذلك عام 1956م، لكن استقلال المغرب الأقصى الشقيق كان وراء بعث سياسة فرنسية جديدة تجاه هذا البلد العربي، الذي وجد نفسه مرغماً على أمرين اثنين: إما الدخول في نطاق التعاون مع فرنسا والالتزام به، وإما مساندة ودعم الثورة الجزائرية وقضيتها العادلة والتضامن معها طبقاً لما نصت عليه مواثيق الحركات الوطنية في المغرب العربي ومطالب شعوب المنطقة. وكان الأمر الثاني هو الذي اختاره الشعب المغربي بزعامة الملك الراحل محمد الخامس.(2)

واستبشرت جبهة التحرير الوطني الجزائرية خيراً في استقلال المغرب الأقصى، من خلال فتح جبهة ثانية لدعم الثورة التحريرية، هذا إلى جانب كسب حليف طبيعي له حق الدفاع عن القضية الجزائرية ودعم ثورة الشعب الجزائري مادياً ومعنوياً. وفعلاً كانت البداية في الدعوة التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد الخامس إلى الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وزعماء الثورة الجزائرية في الخارج لعقد ندوة سلام بالمغرب الأقصى، حيث أبدت فرنسا الاستعمارية رغبة شديدة في حضورها، وهدفها من ذلك هو الوقوف بقوة ضد القضية الجزائرية حتى لا تتمكن من كسب الصف المغربي وانطلاقاً من هذا الموقف الرسمي المغربي لإيجاد حل للقضية الجزائرية، بادرت الصحف المغربية إلى التعبير عن موقفها المؤيد لقضية الشعب الجزائري وثورته المجيدة، حيث أكدت على ضرورة دعمه حتى يحقق استقلاله الكامل واللامشروط انطلاقاً من توصيات ومبادأئ هيئة الأمم المتحدة.

كما بادر الطلبة المغاربة إلى احتضان الثورة الجزائرية من خلال تقديم الدعم الضروري لها لرفع الغبن الذي يعاني منه الشعب الجزائري، وتجلى موقفهم البطولي في دعوة اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين لحضور المؤتمر الطلابي المنعقد بالمغرب الأقصى، والذي ضم إلى جانب الطلبة الجزائريين كلا من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الداعي لانعقاد المؤتمر، والاتحاد العام للطلبة التونسيين، وقد وجه المؤتمرون مطالب أساسية لكل من الحكومتين المغربية والتونسية تدعو إلى دعم الثورة الجزائرية، ومطالبتهما ببذل الجهود لإيجاد مخرج مشترك لأزمة المغرب العربي، في إطار مواجهة فرنسا لكونها العدو المشترك لسكان المغرب العربي.(3)

مراجع الحلقة الحادية و العشرون بعد الثلاثمائة:

)) مجلة دعوة الحق، الأوقاف المغربية العدد 403 سنة 2012م ص 69.

(2) المصدر نفسه.

(3) المصدر نفسه ص 70.

يمكنكم تحميل كتب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من موقع د.علي محمَّد الصَّلابي

الجزء الأول: تاريخ الجزائر إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى

alsallabi.com/uploads/file/doc/kitab.PDF

الجزء الثاني: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وسيرة الزعيم عبد الحميد بن باديس

alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC135.pdf

الجزء الثالث: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من الحرب العالمية الثانية إلى الاستقلال وسيرة الإمام محمد البشير الإبراهيمي

alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC136(1).pdf

كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:

http://alsallabi.com


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022