الإثنين

1446-12-20

|

2025-6-16

(دعم كفاح الشعب الجزائري... الحكومة المغربية تفتح حدودها للمجاهدين)

من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج3):

الحلقة: 324

بقلم: د.علي محمد الصلابي

صفر 1443 ه/ سبتمبر 2022م

فتحت الحكومة المغربية بتوجيه الملك محمد الخامس حدودها للمجاهدين الجزائريين، وجعلت من أراضيها ميداناً لتدريبهم، وبعض مدنها قواعد خلفية للثورة. وهذا الدعم الكبير زاد من قوة الثورة، بل شتت خطط العدو الفرنسي الذي أصبح لا يقوى على رد هجمات المجاهدين.

ونشطت قيادة الثورة في وضع الخطط وتكوين شبكات تتولى مهمة الحصول على السلاح من أوروبا وتوصيله إلى المنطقة الغربية من البلاد عبر المغرب الأقصى، وقد أنشأت لهذا الغرض إدارة الاتصالات الخاصة بالمعلومات، ومن الطرق والوسائل الناجعة في تهريب الأسلحة عبر التراب المغربي: استعمال صناديق الخضر والفواكه، فبعد تفريغها كانت تملأ بالذخيرة الحربية، وكذلك الأواني الفخارية التي تحضر في مدينة فاس وتملأ بالذخيرة ومنها تدخل التراب الجزائري، هذا إلى جانب خزانات وقود السيارات التي كانت تشحن هي الأخرى بالأسلحة وتمر عبر الحدود الغربية إلى الجزائر، ويعود مصدر شراء هذه الأسلحة والذخيرة الحربية بالدرجة الأولى إلى مساهمة الجزائريين في الاشتراك داخل وخارج الوطن إبان الثورة التحريرية، هذا إلى جانب الأسلحة التي كان يستولي عليها المجاهدون الجزائريون من جنود الاستعمار،(1) إلى جانب دعم الحكومات والشعوب الشقيقة والصديقة للجزائر.

وخلال المراحل التي مرت بها الثورة التحريرية بالنسبة للمغرب الأقصى، فقد وضع حوالي خمسمائة «500» متطوع مغربي من مدينة مراكش تحت تصرف جيش التحرير الوطني بأمر من العاهل المغربي محمد الخامس، الذي أصدر أمراً بالسماح بمرور المعدات العسكرية وحتى المتطوعين الأجانب إلى الجزائر عبر الحدود المغربية الجزائرية، هذا إلى جانب سماح الحكومة المغربية للشعب بالتظاهر لفائدة القضية الجزائرية ودعم الشعب الجزائري.

كما أن كل العمليات الفدائية التي كان يقوم بها المجاهدون في الناحية الغربية مصدر تموينها ات من الحدود المغربية الجزائرية، خاصة العمليات التي شهدتها مرحلة 1958م ـ 1962م بالولاية الخامسة،(2) كما فتح جيش التحرير المغربي أبوابه لتدريب المجاهدين بمنطقة الريف ليعودوا بعد ذلك إلى الجزائر، يحمل كل مجاهد معه قطعتين حربيتين بذخيرتهما.

بالإضافة إلى ذلك شكلت الأراضي المغربية ملجأ امناً للمصابين من رجال الثورة يتلقون فيها علاجهم ليعودوا بعد ذلك إلى أرض المعركة، كما كانت ملاذاً للمطاردين من المناضلين في جهات أخرى، خاصة بعد اشتداد الخناق على الولايات الأخرى.

وأمام هذا الدعم للثورة والتسهيلات المقدمة لرجالها ؛ قامت السلطات الفرنسية بتقديم احتجاجات رسمية إلى مجلس الأمن تشكو فيه المغرب على موقفها هذا، كما قامت بزرع الألغام وإقامة الخطوط الشائكة المكهربة على طول الشريط الحدودي بين الجزائر والمغرب، إضافة إلى تكثيف دوريات الحراسة ليلاً ونهاراً، إلا أن ذلك لم يمنع المجاهدين من الاستمرار في عملياتهم انطلاقاً من الأراضي المغربية التي اتخذوها قاعدة خلفية.(3)

لقد أدى المغرب الأقصى ملكاً وشعباً واجبه لنصرة قضية الشعب الجزائري والوقوف معه في محنته ودعمه مادياً ومعنوياً حسب ما تقتضيه الظروف الداخلية والخارجية وواجب الأخ تجاه أخيه.(4)

 

مراجع الحلقة الرابعة والعشرون بعد الثلاثمائة:

(1) مجلة دعوة الحق العدد 43 ص 77.

(2) مجلة دعوة الحق العدد 43 ص 77.

(3) الطاهر جبلي، الإمداد بالسلاح خلال الثورة الجزائرية ص 371.

(4) مجلة دعوة الحق عدد 403 ص 79.

يمكنكم تحميل كتب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من موقع د.علي محمَّد الصَّلابي

الجزء الأول: تاريخ الجزائر إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى

alsallabi.com/uploads/file/doc/kitab.PDF

الجزء الثاني: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وسيرة الزعيم عبد الحميد بن باديس

alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC135.pdf

الجزء الثالث: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من الحرب العالمية الثانية إلى الاستقلال وسيرة الإمام محمد البشير الإبراهيمي

alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC136(1).pdf

كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:

http://alsallabi.com


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022