دور مؤتمر طنجة في دعم الثورة الجزائرية
من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج3):
الحلقة: 325
بقلم: د. علي محمد الصلابي
صفر 1444ه/ سبتمبر 2022م
دعا الأستاذ علال الفاسي رئيس حزب الاستقلال المغربي إلى عقد مؤتمر يضم ـ إلى جانب حزبه ـ كلاًّ من الحزب الحر الدستوري التونسي، وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، قصد دراسة الأوضاع المستجدة على الساحة المغربية، والعمل على توحيد المواقف المغربية ضد الاستعمار الفرنسي، وانطلاقاً من القناعة المغربية المؤيدة لفكرة ضرورة دعم القضية الجزائرية وإيجاد حل عادل لها.
تجسدت فكرة عقد مؤتمر طنجة في 27 أفريل 1958م، الذي اكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للمغرب العربي، من خلال التركيز على دعم القضية الجزائرية وإبراز مكانتها العربية والدولية. وعلى هذا الأساس حضرت كل من تونس التي مثّلها حزب الدستور التونسي وضم وفدها السادة: الباهي لدغم، والطيب مهيري، وعبد الله فرحات، وأحمد التليلي، وعلي البلهوان، وعبد المجيد شاكر، وعن المغرب الأقصى كان حزب الاستقلال الداعي للمؤتمر، ومثّله وفد ضم السادة: علال الفاسي، والمهدي بن بركة، وعبد الرحيم بوعبيد، وأحمد بلا فريج، والمحجوب بن الصديق، والفقيه البصري، وأبو بكر القادري، وأما جبهة التحرير الوطني الجزائرية فقد شاركت بوفد مكون من السادة: عبد الحميد بوصوف، وعبد الحميد مهري، وفرحات عباس، وأحمد فرنسيس، وأحمد بومنجل، ومولود قايد، وكان هدف مشاركة جبهة التحرير الوطني الجزائرية في المؤتمر:
ـ تمتين التضامن بين شعوب المغرب العربي الثلاثة.
ـ طرح التواجد العسكري في القطرين الشقيقين التونسي والمغربي الذي يهدد الثورة الجزائرية.
ـ تهيئة الرأي العام العالمي لدعم الثورة من خلال كشف الدعم العسكري الذي تتلقاه فرنسا من الحلف الأطلسي.
ـ المؤتمر هو الفاصل بين المرحلة التي كان الاستعمار يواجه فيها كل قطر مغربي على حدة، والمرحلة التي سيواجه فيها مغرباً عربياً موحداً.
ـ إن وحدة المغرب العربي ضرورة ملحة للقضاء على الاستعمار في الجزائر ومخلفاته الخطيرة في كل من تونس والمغرب الأقصى.(1)
لقد كانت افتتاحية جلسات المؤتمر علنية بقصر المارشال بمدينة طنجة على الساعة الخامسة والنصف مساءً، تحت رئاسة زعيم حزب الاستقلال المغربي السيد علال الفاسي، حيث أعطيت كلمات الافتتاح لممثلي الوفود، فألقيت كلمة الوفد المغربي من طرف السيد أحمد بلا فريج، ثم تلتها كلمة ممثل الوفد الجزائري السيد عبد الحميد مهري، وأخيراً كلمة الوفد التونسي التي ألقاها السيد الباهي لدغم.(2)
وبعد ثلاثة أيام من الحوار والمناقشة خرج المؤتمرون في اليوم الرابع بالتوصيات التالية:
ـ دعم حرب التحرير الجزائرية ومتابعة تطوراتها وانعكاساتها القريبة والبعيدة على المغرب العربي وإفريقيا والعالم.
ـ تصفية التواجد الاستعماري الفرنسي في منطقة المغرب العربي بما في ذلك موريتانيا.
ـ تشكيل أمانة دائمة للمؤتمر تتكون من ستة أعضاء، مهمتها تنفيذ قرارات المؤتمر.
ـ قرار توحيد منطقة المغرب من خلال اتحاد فدرالي.(3)
شكّل انعقاد ونتائج مؤتمر طنجة عاملاً إيجابياً لجبهة التحرير الوطني، ورأت هذا الحدث بأنه تعبير عن إرادة 25 مليوناً من المغرب العربي بجانب كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.(4)
مراجع الحلقة الخامسة والعشرون بعد الثلاثمائة:
(1) معمر العايب، مؤتمر طنجة، ص 77 إلى 81.
(2) دعوة الحق العدد 403 ص 74.
(3) جريد المجاهد، العدد 23 تاريخ 7 ماي 1958م ص 11.
(4) اسماعيل دبش، السياسة العربية والمواقف الدولية، ص 107.
يمكنكم تحميل كتب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من موقع د.علي محمَّد الصَّلابي
الجزء الأول: تاريخ الجزائر إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى
alsallabi.com/uploads/file/doc/kitab.PDF
الجزء الثاني: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وسيرة الزعيم عبد الحميد بن باديس
alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC135.pdf
الجزء الثالث: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من الحرب العالمية الثانية إلى الاستقلال وسيرة الإمام محمد البشير الإبراهيمي
alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC136(1).pdf
كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي: