(الشاعر مفدى زكريا يرد على ديغول)
من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج3):
الحلقة: 375
بقلم: د.علي محمد الصلابي
جمادى الأولى 1444ه/ ديسمبر 2022م
بمناسبة مناقشة القضية الجزائرية في الدورة الرابعة العادية للمنظمة الدولية المنعقدة في سبتمبر «أيلول» 1959م، والتي أسفرت عن تواطؤ دول التحالف الأطلسي على خذلان اللائحة الأفريقية الاسيوية، قال مفدى زكريا:
«ديغول» يعلم ما نريد ويفهم
ما باله حيران لا يتكلم
فقد الصراحة أم أضاع فصاحة
أم أن تقرير المصير توهم
إن السياسة لا تزال تناقضاً
وحديثها أبداً حديث مبهم
وقف القتال، خرافة إن لم يكن
للشعب في أمر «المصير» تحكم
أرض الجزائر لابنها ثرواتها
ومن الخيانة أن تباع الأسهم
ومن السفاهة أن تضيع حقوقها
فيما يدبر في الظلام ويبرم
ومن الحماقة أن يقسم قدسها
إن الجزائر وحدة لا تقسم
وقفت مضرجة تسيل جراحها
من بعد «خمس» في الورى تتظلم
إلى أن قال:
أهدافنا في العالمين صريحة
الشعب أعلنها وفسرها الدم
الشعب أكسبه الجهاد حصافة
وروية فهو الحكيم الملهم
وسراته الأحرار ما استهواهم
دون المصير مخدر ومنوم
السلم، نحن رجاله، لكننا
شجعان ـ يا ديغول ـ لا نستسلم
إن كان في طي السلام مذلة
فالموت أشرف للكرام وأسلم
أو كان تقرير المصير خديعة
فلنعم تقرير المصير جهنم (1)
مراجع الحلقة الخامسة و السبعون بعد الثلاثمائة:
(1)تاريخ الجزائر المعاصر، د . محمد العربي الزبيري 126