السؤال:  

انا كنت مخطوبة وقبل عشرة أيام من عرسي حدثت مشاكل بين العائلتين وتم فسخ الخطوبة ، وهم الآن يطالبون بإرجاع المهر، فما حكم الهدايا بعد فسخ الخطوبة

  الجواب:  

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله 
لابد أن نعلم أولا بأن الخطبة ليست زواجا إنما هي وعد بالزواج، والهدايا التي يقدمها الرجل لمخطوبته هي هدايا لها سبب وهو رغبته في الزواج، وقرينة الحال تدل على أنه وهبها بشرط الزواج منها، ولهذا اعتبرها بعض الفقهاء مثل هبة الثواب التي يمكن أن يستردها الواهب مادامت قائمة على هيئتها ولم تستهلكها المرأة لأن الاستهلاك عند الفقهاء مانع من موانع الرجوع في الهبة، ولهذا فإن الهدايا في فترة الخطبة إن كان شيئا قامت المرأة باستعماله واستهلاكه كالثياب أو الطعام فلا يجب إرجاعه للخاطب ، وإن كان ذهبا أو شيئا ثمينا فهي من حق الخاطب وله حق في استرداده، ولا فرق عندي في سبب الفسخ سواء كان من المخطوبة أو الخاطب، إلا إن أراد أن يتنازل ولم يكن التنازل شاقا عليه، فذلك شيء يحبه الله عز وجل لأنه من مكارم الأخلاق وجبر المشاعر والحفاظ على الصلة .
ولكن إن تسبب الفسخ من طرف الخاطب في ضرر اجتماعي بين أو تفويت فرص للمخطوبة بسبب طول الخطبة، فيمكن للحكماء أن يطالبوا الخاطب بجبر للضررفي حدود العرف 
والله تعالى أعلم 

أجاب على السؤال فضيلة الشيخ الدكتور ونيس المبروك جزاه الله خيراً